ماذا يعرف الرضيع عن نفسه..
كل ما في الرضيع يدفعنا الى الاعتقاد بأنه قادر ليس فقط على أن يميز نفسه عن الآخرين، بل أيضاً على أن يتجاوز سريعاً هذا المستوى من معرفة الذات. وعدا الذات البيئوية (أنا أدرك حدود جسدي)، والذات الاجتماعية (أنا أحدد موقعي في علاقاتي مع الآخرين)، ربما كان الرضيع يتمتع أيضاً بما يسمى الذات الواعية، أي الوعي بكينونته والمكانة التي يتبوؤها في منظومة العلاقات . هنالك واقعتان تظهران بوضوح بالغ وجود شكل أولي من اشكال معرفة الذات لدى الرضع من سن بضعة أيام. تتمثل أولاهما فيما يسمى البلوغ (الوصول) اليدوي المبكر. ففي بعض الحالات، إذا وقع شيء ما في متناول يد رضيع من سن بضعة أيام، سعى الى مسكه (مع معدل نجاح ضعيف جداً)؛ ولكن إذا وقع هذا الشيء بعيداً بشكل ملموس عن متناول يده، فإنه لايبذل أية محاولة لمسكه (في معظم الحالات على الأقل) إذاً لدى الرضيع بعض معرفة بإمكانات ذراعيه. أما الثانية، فتتجسد فيما يسمى التقليد الوليدي: إذا مد أحدهم لسانه لوليد، من سن بضعة أيام أيضاً، فإن هذا الوليد يستجيب بمد لسانه. إن هذه الحالة تقتضي ان تكون هنالك مطابقة بين أجزاء جسمه والأجزاء المماثلة من جسم الشخص الآخر. فيما بعد، تزداد معرفة الذات هذه دقة ووضوحاً.
أولى الباحثون ايضا اهتماما للتعرف الى الذات، لاسيما في المرآة فمنذ متى يتعرف الرضيع الى نفسه في المرآة؟ لا تكفي طبعا ردود الفعل أمام المرآة (تستجيب الحيوانات لصورتها في المرآة بالعدوان مثلا) إذ يجب ان يدل الرضيع بوضوح على انه هو ذلك الذي يراه في المرآة وليس أي رضيع آخر.
وتقوم الطريقة على وضع بقعة ما على جبين الرضيع أو على أنفه دون علمه فإذا تعرف الى نفسه، تمثل رد فعله في فرك البقعة. وقد تبين ان رد الفعل إياه، هذا الفعل المنعكسي، لايظهر إلا في وقت متأخر (نحو سن 18 شهرا). ولكن، من الواضح ان هذا الامتحان لا يقتضي فقط معرفة الذات، بل ايضا معرفة الخاصيات العاكسة للمرآة. كما ان التعرف الى الذات في الصورة أو في فيلم يأتي في وقت متأخر اكثر من ذلك. ربما كان من الصعب على الرضيع ان يقبل بوجوده هنا حيث هو، يرتدي ما يرتديه، وان يكون ايضا داخل هذا المستطيل الصغير من الورق المقوى، وفي مكان اخر يرتدي لباسا مختلفا..
باختصار، هنالك اشكال اولية من وعي الذات يمكن ان تكون مبكرة تماما، غير ان معرفة الذات هي سيرورة طويلة ترافق تطور تنامي المعرفة بالبيئة. والمثل يقول: «اعرف نفسك بنفسك».
كل ما في الرضيع يدفعنا الى الاعتقاد بأنه قادر ليس فقط على أن يميز نفسه عن الآخرين، بل أيضاً على أن يتجاوز سريعاً هذا المستوى من معرفة الذات. وعدا الذات البيئوية (أنا أدرك حدود جسدي)، والذات الاجتماعية (أنا أحدد موقعي في علاقاتي مع الآخرين)، ربما كان الرضيع يتمتع أيضاً بما يسمى الذات الواعية، أي الوعي بكينونته والمكانة التي يتبوؤها في منظومة العلاقات . هنالك واقعتان تظهران بوضوح بالغ وجود شكل أولي من اشكال معرفة الذات لدى الرضع من سن بضعة أيام. تتمثل أولاهما فيما يسمى البلوغ (الوصول) اليدوي المبكر. ففي بعض الحالات، إذا وقع شيء ما في متناول يد رضيع من سن بضعة أيام، سعى الى مسكه (مع معدل نجاح ضعيف جداً)؛ ولكن إذا وقع هذا الشيء بعيداً بشكل ملموس عن متناول يده، فإنه لايبذل أية محاولة لمسكه (في معظم الحالات على الأقل) إذاً لدى الرضيع بعض معرفة بإمكانات ذراعيه. أما الثانية، فتتجسد فيما يسمى التقليد الوليدي: إذا مد أحدهم لسانه لوليد، من سن بضعة أيام أيضاً، فإن هذا الوليد يستجيب بمد لسانه. إن هذه الحالة تقتضي ان تكون هنالك مطابقة بين أجزاء جسمه والأجزاء المماثلة من جسم الشخص الآخر. فيما بعد، تزداد معرفة الذات هذه دقة ووضوحاً.
أولى الباحثون ايضا اهتماما للتعرف الى الذات، لاسيما في المرآة فمنذ متى يتعرف الرضيع الى نفسه في المرآة؟ لا تكفي طبعا ردود الفعل أمام المرآة (تستجيب الحيوانات لصورتها في المرآة بالعدوان مثلا) إذ يجب ان يدل الرضيع بوضوح على انه هو ذلك الذي يراه في المرآة وليس أي رضيع آخر.
وتقوم الطريقة على وضع بقعة ما على جبين الرضيع أو على أنفه دون علمه فإذا تعرف الى نفسه، تمثل رد فعله في فرك البقعة. وقد تبين ان رد الفعل إياه، هذا الفعل المنعكسي، لايظهر إلا في وقت متأخر (نحو سن 18 شهرا). ولكن، من الواضح ان هذا الامتحان لا يقتضي فقط معرفة الذات، بل ايضا معرفة الخاصيات العاكسة للمرآة. كما ان التعرف الى الذات في الصورة أو في فيلم يأتي في وقت متأخر اكثر من ذلك. ربما كان من الصعب على الرضيع ان يقبل بوجوده هنا حيث هو، يرتدي ما يرتديه، وان يكون ايضا داخل هذا المستطيل الصغير من الورق المقوى، وفي مكان اخر يرتدي لباسا مختلفا..
باختصار، هنالك اشكال اولية من وعي الذات يمكن ان تكون مبكرة تماما، غير ان معرفة الذات هي سيرورة طويلة ترافق تطور تنامي المعرفة بالبيئة. والمثل يقول: «اعرف نفسك بنفسك».